السعيد اليماني عضو ماسي
عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 11/04/2010 العمر : 39 الموقع : السويري
| موضوع: لقاء خاص :علاو بعيداً عن الكاميرا الخميس يوليو 01, 2010 10:52 am | |
| السعيد اليماني :الإصلاح نت : متابعات ....................................
علاو بعيداً عن الكاميرا والأضواء ...............................
............................................................................................ نبيلة سعيد
ثمة حياة أخرى عاشها يحيى علاو بعيداً عن الكاميرا والأضواء ، تتجسد فيها إنسانيته النبيلة أبوة حانية ، وأخوة وفية ، وزوجاً مخلصاً ، وابناً باراً ن وقلباً يتسع لكل هؤلاء وغيرهم ، في هذه الحوارات السريعة نسلط الضوء على طرف من هذه الحياة :
في البداية تحدثت أمه بصوت مرتجف يبدو عليه أثر السنين من جهة ، ومرارة الفقد من جهة ثانية وبصوت مخنوق العبرة دامع الكلمات تستطرد في وصف ولدها البكر الذي تحمل تبعة الرعاية والعناية الفائقة لإخوته وأخواته بعد رحيل الوالد فكان عوضاً عن أبيه ليس لنا نحن فقط ، بل كان يد يمني لكل من يحتاجه .
وتستطرد الأم باستثارة من الذكريات الجميلة : انتقل بنا إلى صنعاء عام 97م نحن أمه وأخواته وبدأ مشوار العطاء معنا الذي ما شعرنا بأننا نحتاج لشيء وهو موجود معنا ، علم إخوته وحرص على تعليم الجميع وزوج أربع بنات من أخواته وأثنين أولاد من إخوانه ، تقاطعت تنهيدات في الوسط ذرفت خلالها دموع ساخنة .. اعتذرنا منها كوننا نقوم بتقليب الأحداث فأجابت الأم الذي فقدت ركناً من أركان حياتها : من ينسى علاو؟
وهنا تبدأ أخته الصغرى صفاء بالحديث مشيرة إلى أنه حرص على تعليمها ، توفي أبوه وهي في السادس الابتدائي ، فساعدها على إتمام مشوار التعليم ثم قبل سنتين زوجها وليس صفاء فقط زارنا معزون من باجل لا نعرفهم أخبرونا أن علاو كان يساعد أبنهم على إتمام تعليمه ويرسل له الكتب ..
أسماء ، محمد ، شيماء ، زهراء ، عبد الله ، آلاء ، شذى ، إسراء ، علي ، إبراهيم ، حسنى الصغرى .. هؤلاء أبناء علاو غرس فيهم التواضع والاحترام وحب العلم والإبداع وكان القريب لهم مهما انشغل عنهم ، حنون يمنحهم الكثير في الوقت اليسير الذي يجد نفسه بينهم ، كان أميل للبنات لكنه لم يفرق بين أحد ..
لم يتح الحديث لنا إلا مع شيماء الابنة الوسطى ( فالوضع حين وصلنا كان صعباً ولا يحتمل الحديث ) محمد ابنه الكبير في المكتب بدل والده تقول أخت علاو تحمل المسؤولية بعد الموت مباشرة بشكل كبير .
تقول شيماء : كان أبي شخصية بارزة لا يقلد أحداً ، وكان مميزاً عن الآخرين علمنا الأخلاق وكان يحب أن نحفظ القرآن ونحافظ على الصلاة ويهتم بدراستنا كثيراً .
وبتواضع جم تضيف شيماء : كانت نسبتي في الثانوية 94 % ودخلت الطب ولم يمنعني أو يحدد لي الرغبة ، كان الكتاب يرافق أبي دائماً .
نعود للأم التي تقول : من شعبان العام الماضي بدأ يحيى يشعر بأوجاع لم يكن يطلع على وضعه أحداً كان يكلمني بكل تفاصيل حياته من مرض وغيره رافقته في الكثير من المحطات العلاجية سافرنا الأردن بعد رمضان وكانت نتيجة الفحوصات استئصال الكلى رفض حينها لأنه لا يريد غسيل كلوي فكليته الثانية ضعيفة ، عمل لها عملية عام 93م أول بداية له مع المرض .
مكثنا في الأردن ثلاث أسابيع وعدنا صنعاء بعدها سافر ألمانيا ثم صنعاء فالسعودية وظللنا فيها شهراً ونصف أنهيناها بالعمرة وعدنا إلى مستشفى جامعة العلوم ، ولم تستطع الأم أن تكمل القصة، وكأنها كانت تشفق على ريحانة قلبها أن تضع له النهاية التي كانت هناك .. في ذات المستشفى .
وهروباً من هذه الطفرة الدامعة راحت الأم تثني على الأستاذ عبد الغني الشميري الذي رافق ابنها في مشوار مرضه كأحسن ما يكون الأخ لأخيه .
وهروباً من أجواء الفراق تتحدث أخته مستعيدة تفاصيل رحلة الإبداع والتميز : من 86م بدأ العمل في التلفزيون وتزوج في نفس العام ، بعد دراسته الإعلام في السعودية بمنحة دراسية لأنه الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة يحيى كان ذكياً جداً من نعومة أظافره ، في 96م بدأ مشوار فرسان الميدان كانت أمي تتابع الحلقات حلقة حلقة وإن كانت مريضة ومتعبة .. ويستطيب الحديث لأمه .. فثمة ما يشير إلى ماض جميل : لم تستطع وزارة في اليمن ويتحدث أن تتحدث عن اليمن كما كان علاو يبرز اليمن ويتحدث عنها ينتقل من سهل إلى جبل ويعرف الناس بأسلوبه المحنك بالعربية الفصيحة التي تعلم جودتها من والده فقد كان معلماً ومهتماً باللغة العربية وأولاده نشأوا يحبون اللغة العربية وشاطرين فيها ... فتحت أمامه فرص كثيرة لقنوات خارج اليمن لكنه رفض لأنه يحب اليمن كثيراً لذا لم يكن يختار العيش بعيداً عنها رفض أن يكون مراسلاً عن اليمن لأي قناة حتى لا يعطي معلومة عن اليمن تشوهها فهو يحبها .
ويخيم الصمت ثانية على المكان وكأن الجميع كان يقرأ صفحات في العالم اللامنظور ، صفحات من حياة إنسان عاش إنسانيته بنبل ووفاء ، ثم تقطع أخته هذه الصمت قائلة : كان رجل المواقف الصعبة فهو المستشار الخاص بالعائلة كلها صغيرها وكبيرها ، برغم راتبه المتواضع لكنه كان متفانياً لخدمة الجميع ، كان يحب الناس كل الناس والأطفال بشكل كبير جداً أستضاف يوماً يتيماً في البيت وأكرمه كثيراً ، كان يخرج من الأفضل والأجمل والجديد ويقرأ علينا دائماً الآية " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " حتى القطط كان يعتني بها عناية خاصة في أحد المرات عاد بالليل وكان يتحدث للقطط يقول لها انتظري هنا تنتظر حتى يأتي بالطعام وإن لم يجد يشتري تونة ، سمك، حليب ويطعمها ،، في يوم العيد يمر بسيارته ويسلم علينا نحن أخواته ويأخذ أطفالنا فوق السيارة كلهم وينطلق بهم في رحلة ذلك اليوم لأنه من ثاني العيد مشغول ، وهنا تضيف أمه وكأنها تستدرك أمراً مهما ً : في الطريق إذا وجد شباباً أو أطفالاً يتصرفون بطريقة خاطئة يقف معهم ويوجههم وأحياناً كثيرة إذا وجد شباباً فارغين يأخذهم معه أثناء تسجيل البرنامج يشغل وقتهم بما هو نافع ومفيد ، كان مفعماً بحب الناس ، قبل أن يسجل البرنامج كان يمر على الحارات التي يسكن فيها أيتام ليخبرهم بالتسجيل حتى يكسبوا الجائزة ويبحث عن ( الفائز ) ليختار المسكين واليتيم والأرملة والطفل والشيخ الكبير والمريض والمحتاج كان يهتم بالصلاة كثيراً ، ويوجهنا لأدائها والتعلق بها ، ويدعو الآخرين إلى الحرص عليها ، وفي رمضان الفائت قال لمجموعة من الشباب : ( اعتكفوا ومصاريفكم حق العيد عليٌ ) .
وفي العزاء جاءت امرأة : كان يحيى يعطيها شهرياً 12000 مقابل إبر للعلاج لم نعرف بذلك إلا أثناء العزاء .. وتواصل أخته الحديث : كان يحمل في قلبه كل الناس دون استثناء .
في العزاء :
كانت لحظات مهيبة بالمشاعر عندما شاهدنا الناس بهذا العدد الهائل والتصريحات والأعداد الكبيرة من المعزين فتح له عزاء في صنعاء وتعز والقرية والحديدة والناس تتدفق من كل مكان كثير من المعزين لا نعرفهم لكنهم يحبون يحيى ، أبيات شعرية رثاء من السفير الفلسطيني ومن القبائل والمشايخ في مختلف قرى ومدن اليمن عموماً هكذا أجابت أخته عن وصف العزاء ثم تابعت : ربما هذا خفف عنا المصاب الجلل، فهذه الأمة من الناس كان يحيى يحبهم قبل موته فأحبوه وظهر هذا الحب بهذا العدد الهائل بعد مماته .
لو استمرت الحياة بيحيى لكان واصل برنامجه الذي كان يطمح أن يوصله ليكون فرسان العرب على نطاق الدول العربية وهكذا ربما انطلق للعالم لكنها الآجال ولقد عاش حياة مليئة بالعطاء لا تعرف التوقف ولا تستلم لليأس والإحباط والعجز بل كان قوي الإرادة والعزيمة علمنا الإبداع فكان من أبنائه محترفو البرامج على الشبكة العنكبوتية ، والرسم ، وما زال العديد منهم يطمح لإكمال مشوار والده .
لذلك كانت آلاء يحيى علاو اليوم تجابه امتحانات الشهادة الإعدادية وتحمل في قلبها وجع بحجم الوطن فقد كان الفقيد هو الوطن الذي عاش لأجله ورحل وهو يفكر فيه .
من الكلمات الأخيرة التي كان يهيئ لأبنائه الرحيل فيها :
ربما لا يأتي رمضان وأنا معكم ، كنت أتمنى أن أستمر معكم ، توقعوا رمضان بدوني
في النافذة القريبة منا كانت قصيدة من رداع موطن الجد الكبير لعلاو وترسم تعزيتها الخاصة وكان لنا وقفة في نقلها للقارئ :
لا كنت يوماً أيها الثلاثاء كلا ولا طلعت عليك ذكاء
فلقد فقدنا فيك أعظم فارس سبقت عيوني أدمع ورثاء
حزنت لمغربه العواصم كلها فكأنها في فقده صنعاء
أنتهى اللقاء بصعوبة كما بدأ بصعوبة كان الليل قد خيم على المنزل الذي قضى فيه الفقيد عشر سنوات بناء حتى انتقل إليه قبل ثلاث سنوات وربما أقل ، الليل وصوت الكلاب ترفع في الزوايا المجاورة أشعرنا بأن نهاية الإنسان الخالدة يصنعها من لحظة وجوده لأن الرحيل لا يصبح حينها إلا شاهداً فقط ، غادرنا المكان لترتسم أمامنا كلمات " علاو والتاريخ الذي لن يعرف النسيان فكل القلوب التي تلاقت بك سواء شخصاً أم برنامجاً لا زالت تهدي لك الدعاء والرحمات " . | |
|
الحضرمي مشرف قسم
عدد المساهمات : 350 تاريخ التسجيل : 05/11/2009
| موضوع: رد: لقاء خاص :علاو بعيداً عن الكاميرا الجمعة يوليو 02, 2010 3:20 am | |
| لقد اتعب يحيى من بعده .. رحمه الله | |
|
المسافر عضو مميز
عدد المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 35 الموقع : الأردن / اربد
| موضوع: يحي علاو في قلوبنا رجلا ويموت شهيدا بإذن الله السبت يوليو 03, 2010 10:37 pm | |
| علاو والتاريخ الذي لن يعرف النسيان فكل القلوب التي تلاقت بك سواء شخصاً أم برنامجاً لا زالت تهدي لك الدعاء والرحمات " .
يحي علاو في قلوبنا رجلا ويموت شهيدا إلى جنه الخلد ان شاء الله | |
|
السعيد اليماني عضو ماسي
عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 11/04/2010 العمر : 39 الموقع : السويري
| موضوع: رد: لقاء خاص :علاو بعيداً عن الكاميرا الإثنين يوليو 05, 2010 4:47 am | |
| شــــــــــــ ـــــــــــــــــكــــــــــ ـــــــــــــــر ا
لكم
على
المرور
الكريم
| |
|