السعيد اليماني : نقلاً عن الحدوي نت
................................
السويري .. المدينة التي أهدتنا رئيساً من أجل اليمن
الثلاثاء 29 أغسطس-آب 2006 الساعة 11 مساءً
أشرف الريفي
هنا السويري.. مسقط رأس الرئيس الجديد القادم من بادية سيئون عبر رصيد حافل بالنزاهة والعفة والكفاءة .. مدينة صغيرة تكسوها البساطة في كل شيء في منازلها وأروقتها، وناسها.
لم يكن من المنطقي لوفد يرافق مرشح الرئاسة بن شملان مطلع الاسبوع في زيارة لمدينة سيئون إلا يصر على زيارة (السويري) الأرض التي أهدت اليمن رجلاً شجاعاً كسر حاجز الخوف وسعى لإنقاذ الوطن من انهيار يدفع به نحوه حزب حاكم مفعم بالفساد.
وها هو موكب الرئيس يشق صباح السبت طريقه في وادي حضرموت صوب "السويري" التي دخلناها دون مرافقة بن شملان لنا لزيارته أحد أقاربه حسب علمي.
سابقت السيارات خضرة الوادي المكتظ بالنخيل وتموجت في أروقة المدينة الصغيرة وأزقتها، وبدت المنازل الطينية مزينة بصور بن شملان بابتسامته الناضجة.. توقف الموكب فجأةً أمام منطقة محاصرة بالمنازل واذا بمحسن بن شملان (وكيل سابق لمحافظة حضرموت) يشير إلى منزل طيني مكون من ثلاثة أدوار وذو أمتداد عرضي طويل قائلاً هذا منزل فيصل بن شملان. كانت صورة مرشح المشترك ملصقة في بوابته.. فيما كانت عدسة الزميل المصور المبدع صالح الرابية تتقن في أخذ صور مختلفة للمنزل.. دقائق وعدد من أهالي المنطقة يحيطون بنا مرحبين، ومستغربين لهذه الهالة الإعلامية حول منزل عادي، محاولين تعريفنا ببساطة صاحب المنزل قائلين هذا منزل فيصل بن شملان الرجل المتواضع والقريب إلى الناس.
هؤلاء البسطاء أكدوا أن لا مرشح لهم سوى بن شملان الرجل الذي عرفوه نبيلاً وأبيض اليد واللسان.. ويقول محمد كرامة علي حديجان: كلنا سنرشح بن شملان الإنسان المتواضع والقريب منا وهمومنا، ويؤيده في الطرح الشاب محمد أحمد الذي أكد بأن صوته لن يذهب لغير مرشح المشترك.. لأنه سيكون رئيساً من أجل اليمن.. وليس رئيساً لاستبدادها.
لاغيره فيصل الذي يستحق أن نوفي معه وندعمه في إصلاح البلاد هذا ما قاله الأخ خميس عبيد هادي، مضيفاً بأنه يعرف بن شملان منذ عقود مضت أثبت فيها بصلابة موقفه ضد الباطل، وقربه من هموم الناس.
دهشة الأطفال للتجمع غير المعتاد حول منزل بن شملان كانت تحاصرنا من شرفات المنازل المجاورة بصمت، فيما ظل الزميل رشاد الشرعبي يلاحق الأهالي بسؤال يستفسر به عن سر غياب صور المرشحين الآخرين في المدينة، إلا أن إجابتهم الموحدة المؤكدة بأن الجميع مع بن شملان، دفعت بالمصور صالح الدابية يهاتف شخصاً ما على الطرف الآخر يقول له بأن الخبر الذي بثته وسائل إعلام الحزب الحاكم قبل أيام بأن مدينة بن شملان لا تؤيده عارٍ عن الصحة، فالمنطقة كلها تحكي غير ذلك.. فالجميع كلهم يعاهدون من أسموه بالأصيل.. فيما أصوات كاسيت (غريم الشعب) للفنان الرائع فهد القرني تدوي في المكان.
يعجبك "السويريون" فهم يحبون الإطالة في الحديث ويكتفون بقولهم كلنا مع بن شملان.
في الوقت الذي كان فيه الموكب يغادر المدينة إذ بالمرشح المتواضع ... فيصل بن شملان يفاجئ الجميع بقدومه وهو يقود أحد الباصات في مدخل المدينة عائداً من زيارة قام بها لأحد أقربائه، كان الموقف اعتيادياً لأبناء "السويري"، فهم من يعرفون الرجل وبساطته، بينما كان الموقف مفاجئاً للجميع وبالذات الإعلاميين الذين أوقفوا سيارتهم ونزلوا لمحاصرة الرجل بفلاشات كاميراتهم.
ليست "السويري" وحدها من سنسلط الضوء على همومها ومشاكلها بل سنسرد بعض هموم وادي حضرموت ككل، كما حكاها المواطنين لمرشحهم في جلسة ودية جمعتهم ظهر السبت في استراحة قصر القبة بتريم.
رجل كبير في السن تحدث بمرارة عن ست سنوات قضاها في المحاكم لاسترداد أرضه التي أخذتها منه الدولة رغم امتلاكه الوثائق التي تثبت حقه في ملكيتها، إلا أن مماطلة القضاء أضاع حقه، في الوقت الذي تصرف فيه أراضي مواطنين لنافذين في الدولة .
مشاكل غياب التخطيط في مصارف السيول والمجاري مازالت تؤرق الوادي بل تهددهم بالموت، خصوصاً في مواسم هطول الأمطار بعد أن تم تحويل مصارف السيول بطريقة عشوائية حتى باتت مدينة تريم وغيرها من المناطق مهددة بمخاطر السيول.
تزايد النمو السكاني لا يقابله توسع في المدارس وخدمات الصحة حسب طرح أحد المواطنين، فيما تبقى مخاطر التلوث الناتجة عن عوادم شركات النفط التي لوثت الآبار والأشجار دون إعارة حياة الإنسان أي اهتمام.
وحسب قول المواطن عبدالله بدر الجابري من أبناء منطقة (جودة) فإن شركات النفط حرمتهم حتى من رعي مواشيهم في الجبال القريبة من المنطقة وفي حال ظلت المواشي في الجبل يُمنعوا من الصعود إليه بحثاً عن مواشيهم وإذا استنكروا ذلك وصفوهم بالمخربين.
مناطق عديدة تحرم من المشاريع لاعتبارات سياسية وكأن الوطن ملكاً لحزب بعينه، بينما يعاني مستشفى تريم على سبيل المثال من نقص في أخصائيي العظام، حتى أنه في حال حدوث كسر أو حادث ينزف المريض حتى يموت.
الطامة الكبرى والذي ساعد غياب اهتمام الدولة بالمنطقة على تفاقمها هي تقليص المساحة الزراعية في وادي حضرموت بسبب الجفاف في السنوات الأخيرة، وتهافت المواطنين على بيع أراضيهم.. ولكم كان المشهد مؤلماً ونحن نرى مزارع النخيل يابسة وأراضي زراعية غير مستصلحة، وادي حضرموت كفيل بتزويد حجم مردودات الزراعة في البلاد والدفع بعملية التنمية نحو الأفضل، وجدناه قد فقد عدد من أراضيه ومزرواعته، وتراجعت زراعة القمح والذرة والنخيل فيه وكأن الأمر لا يعني وزارة الزراعة في شيء، رغم شعارات الحزب الحاكم الانتخابية التي تتغنى بوهم التنمية والاقتصاد.
لا جديد في الوضع المأساوي سوى تمسك أبناء سيئون والوادي بخيار التغيير وأملهم في الإصلاح والخروج بالبلاد من مأزق خطير من خلال مشروع المشترك للإصلاح ومرشحهم الرئاسي فيصل بن شملان.
إذاً هي حكاية شيقة لجزء من تاريخ منطقة، وحياة رجل يقدمه الجميع رئيساً من أجل اليمن..
سردنا لمحات من زيارة خاطفة لبلدة رئيس ينشد الجميع من خلاله إصلاح الوضع وتبقى في حياة السويري الكثير مما يجب قوله.