السعيد اليماني :للمنتدى الطلابي
............................
سؤال يحق لنا أن نطرحه في ظل أزمة الطيران الحالية في أوروبا الناجمة عن بركان ايسلند و
التي تسببت في إلغاء آلاف الرحلات المتوجهة من والى اوروبا وقد كنت من بين المتضررين
منها حيث الغيت لي رحلة كانت مقررة الى الدوحة .
ومع قدوم "أزمة الرماد" تغيرت ملامح البلد بشكل نلحظه جميعنا، فأصبح خبر البركان هو الخبر
الأول في الصحف والقنوات الإعلامية.
عشرون مليون جنيه استرليني هو ما تخسره شركات الطيران البريطانية، 250 مليون هو ما
تفقده اوروبا يوميا، والعديد من الوظائف والكثير من ممن باتوا دون مأوى. كله بسبب توقف
جزء من الحضارة او خروجه عن نطاق السيطرة بشكل مؤقت.
وهنا يتبادر للأذهان سؤال لابد من الوقوف عنده في خضم اعتماد العالم على التقنيات الحديثة..
وهو ماذا لو توقفت فجاة؟
هو بركان صغير، أربك الحياة في أوروبا وقلب موازين العالم الاقتصادية. بركان صغير مقارنة
بحجم البركان القابع الى جواره الذي ما زال يقف صامتا في خضم هذه المعمعة، صمت يخشى
العلماء ان يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.
ارتفاع حدا في الأسعار في بريطانيا، توقف للعديد من السلع التي لا تصل الا جوا. ارتفاع حاد
وندرة في تذاكر الباصات والقطارات داخل اوروبا وبين دولها المختلفة.
وكأن المتعاركين على الأرض نسوا أن للأرض كلمتها التي إن قالتها اسكتت.
يفتح هذا الأمر الباب واسعا على تكهنات كثيرة بسبب التغيرات المناخية ، فغرق العديد من المدن
في العالم. واختفاء الكثير من الجزر أمر بات مسلما به لدى العلماء، وكأن هذه الطفرة العلمية
التي مكنت الإنسان من رفاهيته العالية، ستكون هي نفسها سبب في سوء تنعم هذا الإنسان
بحياة افضل في هذا الكوكب. فالاحتباس الحراري الذي يتهدد الكرة الأرضية اليوم تبدو آثاره
مصغرة هنا في هذا البركان واضحة جلية، بعد أن عجز قادة العالم عن الخروج من بروكسل
باتفاق ملزم يحد من الإنتبعاثات الحرارية، ليمنعهم البركان من فرصة اخرى للتواصل وإن كانت
حدادا على الرئيس البوليفي يوم دفنه.
وإن كانت الله يرينا عبر الطبيعة نتاج ما يمكن أن يتمثل لنا من كوارث خلال العقود القادمة، فإن
العديد من العقول يجب أن تعكف الآن على العمل على هدنة جديدة مع الأرض تقلص من خلالها
جزءاً من غازاتها السامة نحو الغلاف الخارجي، لتوقف الأرض جنونها نحو البشر .