حبب المادّة الّتي تدرس ، وكن مهتمّاً بها
[size=24]إذاكنت تدرس مادّة معيّنة وأنت تكرهها ، فكرهك لها لن ينفعك بشيء ، لن تنجح
في دراستك ما دمت تكره ما تدرس ، فاعلم أنّك في أيّ مجال من العلوم إن
درست دراسة سطحيّة ، بالتّأكيد لن تحبّ المادّة ، وستملّها ، وإن تعمّقت
بها فستحبّها كثيراً ، وستجد متعة كبيرة في دراستها . إذاً اهتمامك بما
تدرس مهمّ جدّاً في تسهيل الدّراسة .
ضع في حسبانك أنّ ما تدرسه يجب ألا تنساه
نلاحظ دوماً أنّ معظم الطّلاب يذكرون ما حفظوا من موادّ حتّى وقت الامتحان ،
وعند الخروج من قاعة الامتحان ينسون كلّ ما درسوا ، ولا يكادون يذكرون منه
شيئاً والسّبب في ذلك هو إدراكهم أنّهم سيُسألون في تلك الموادّ ، فقرّروا
الاحتفاظ بها حتّى وقت الامتحان فقط ، لذلك عليك أن تقرّر الاحتفاظ
بالمعلومات الّتي تدرسها . وتخيّل أنّك معرّض مستقبلاً وفي وقت لا تعلمه
لإجراء امتحان فيما درست . وقد أُجرِيتْ تجرِبة على فئتين من الطّلاب :
أُلقِيَتْ معلومات معيّنة على كلتا الفئتين ، وذكِر لإحداهما أنها ستجري
امتحاناً بالمعلومات الّتي تلقّتها في وقت حدّده القائم بالتّجربة ،
وتُرِكت الأخرى دون تنبيه . وبعد مدّة أجري الامتحان للفئتين معاً ، فكانت
النّتيجة أنّ الفئة الّتي قرّرت الاحتفاظ بالمعلومات ، قد احتفظت فعلاً
بكميّة من المعلومات أكبر من الكمّيّة الّتي احتفظت بها الفئة الأخرى ،
وبناءً على ذلك ؛ فنيّتك وعزيمتك على الاحتفاظ بالمعلومات المكتسبة أمر
ضروريّ لتثبيتها في الذّاكرة .
* ضع مخطّطاً للنّصّ الّذي تدرس بعد فهمه :
إن الكثير من الطّلاب عندما يقومون بحفظ مادّة نظريّة ، يحفظونها بصماً دون
فهم ، وهذا ما يدعو لنسيان المادّة بشكل سريع ، لذلك عليك أن تفهم المادّة
الّتي تدرسها . فمثلاً عندما تقوم بحفظ نصّ ما ، ضع مخطّطاّ لذلك النّصّ
متّبعاً الخطوات الآتية :
1- اقرأ النّصّ أكثر من مرّة لتفهم محتواه ، وتستوعبه جيّداً .
2- قسّم النّصّ إلى وحدات وأجزاء رئيسة ، وضع عنواناً لكلّ جزء .
3- أوجد العلاقات والرّوابط بين تلك الأجزاء .
4- وحّد واجمع الرّوابط في تلك الأجزاء
* استخدم أكثر من حاسّة في دراستك :عندما تدرس ، لا تكتفِ بقراءة المادّة بعينيك فقط ، بل من الأفضل إشراك حواسّك
الأخرى في الدّراسة كأن تقرأ بصوت عالٍ ، وتُسمِع نفسك ما تقرأ ، وتكتب
بيديك أيضاً – وقد أشرنا إلى ذلك في البند السّابق – ويستحسن أن تلقي ما
تقرأ على شخص آخر ممّن حولك إن أمكن ، فكلّ هذا بإذن الله يعينك في ترسيخ
ما درست ، وتذكّره عند الحاجة .
* راجع ما تدرس :لتبقى محتفظاً بما درست ، وحتّى لا تنساه ؛ يجب استذكار ومراجعة المادّة أو
الكتاب الّذي تدرسه بين حين وآخر ، فإذا اكتفيت بدراسة المادّة مرّة واحدة
؛ ستكون هذه المادّة عرضة للنّسيان ، أمّا المراجعة المستمرّة فتساعد في
تثبيتها بشكل دائم ، والأفضل أن تتمّ المراجعة في فترات متباعدة .
نصائح لطالب مُقبـِل على امتحان :
1- واظب على الصّلوات في وقتها ،
وحافظ على تلاوة القرآن الكريم ، ولا تظنّ أنّ ذلك يضيّع من وقتك اللازم
للدّراسة ، على العكس ، إذا اتّصلت بالله ، واقتطعت من وقتك جزءاً لتلاوة
القرآن ؛ فسيبارك الله تعالى لك في وقتك ، وستلحظ تلك البركة وتسعد بها .
2- ادرس في مكان هادئ ،
بعيداً عن أهلك ، فإذا درست في غرفة الجلوس ، حيث الأحاديث المُلهية ؛ لن تستطيع التّركيز
. ولا تتوهّم أنّ الموسيقى مريحة
للنّفس ومهدّئة لها ، ومساعدة على الدّراسة ، فهذه أوهام لا يؤمن بها إلا
كلّ ساذج ، وخذ حذرك من الدّراسة خارج المنزل ، وبين المناظر الجميلة ، أو
حيث وجود النّاس ، فهذا يشغلك كثيراً ، والأفضل التزام مكان تكون فيه وحدك
إن سمحت الظّروف ؛ لتصبّ تركيزك كلّه في دراستك .
3- لا تلتزم بدراسة مادّة واحدة حتّى نهايتها ،
بل نوّع بين مادّة وأخرى في اليوم الواحد ، وعندما تضجر وتملّ من الدّراسة
، اترك الكتاب على الفور ، وخذ استراحة ، حتّى تجدّد نشاطك ، فإذا أجبرت
نفسك على الدّراسة مع وجود الملل والضّجر ، فإنّك لن تستفيد شيئاً من تلك
الدّراسة .
4- نَمْ جيّداً قبل الامتحان ،
ولا تعتقد أنّك إذا سهرت اللّيل ستستزيد من المعلومات ، بل إن النّوم
الكافي يساعد على الاحتفاظ بكمّيّة أكبر من المعلومات ، وهذا ما أثبتته
تجرِبة أجريتْ على طالبَين أعطيا معلومات معيّنة ، وطُلِب من أحدهما أن
ينام عدداً من السّاعات قبل اختبار سيُجرى لهما ، وطُلِب من الآخر أن يبقى
مستيقظاً أثناء مرور تلك السّاعات ؛ حيث يزاول نشاطه اليوميّ المعتاد ،
وعندما حان وقت الاختبار ؛ دلّت النتائج على أنّ كمّيّة المعلومات الّتي
احتفظ بها الطّالب الّذي أخذ قسطاً من النّوم كانت أكبر من كمّيّة
المعلومات الّتي احتفظ بها الآخر . وفي تجارب أخرى وُجـِد أنّه بازدياد
ساعات النّوم تزداد كمّيّة المعلومات المُحتفظ بها ، فالنّوم الكافي قبل
الامتحان ضروريّ جدّاً .
5
- إيّاك والغشّ في الامتحان :
إنّ ما آلت إليه حال الطّلاب في عصرنا مؤلم جدّاً ، فلا تكاد تجد طالباً
لا يغشّ في الامتحانات – إلا من رحم ربّي – وعندما تذكّره بالله ، وتقول
له هذا العمل حرام يقول : أنا مضطرّ . فقد أصبح كلّ مَن أراد أن يفعل
شيئاً محرّماً يتذرّع بكلمة ( مضطرّ ) ! وتجد آخر يقول : أغشّ الآن
وأحصل على درجة جيّدة في الامتحان ، وبعدها أتوب . وهل يضمن بقاءه إلى ما
بعد الامتحان ليتوب ؟! اعتاد الطّلاب على كتابة المعلومات الّتي لم
يحفظوها جيّداً على ورقة صغيرة ، وبخطّ صغير جدّاً لتدخل معهم قاعة
الامتحان ، لكن العجيب أنّ الطّلاب الآن ليسوا بحاجة لأن يكلّفوا أنفسهم
ويتعبوها في كتابة المعلومات على وريقات ، فقد أصبحت تُطبَع طباعة
إلكترونيّة ، وبشكل دقيق ومُحكم وأنيق . أإلى هذا الحدّ وصلنا ؟! كن
متيقّناً أيّها الطّالب أنّك إذا غششت ؛ فليس ضروريّاً أن تنجح ، فربّما
تنقل لورقة إجابتك معلومات غير صحيحة ، وربّما يعاقبك الله عزّ جلّ بأن
يُنسيك سؤالاً ما ، وبذلك تكون عصيت الله ورسوله ، وخسرت الدّرجات بآن
واحد . واعلم أنّ من ترك شيئاً لله ، فإنّ الله سيعوّضه خيراً منه في دينه
ودنياه ، فإذا تورّعت عن فعل هذه العادة القبيحة ؛ فسيوفّقك الله في
امتحانك ، وسيكرمك بأن يبارك لك في نجاحك الّذي اكتسبته بيدك وجهدك مهما
كانت درجتك ، وسيمنحك الرّضى . ثمّ إنّك إذا غششت في امتحاناتك ستحصل على
شهادة مبنيّة على الباطل ، وإذا أتى يوم ندمت فيه على ذلك الفعل ، فستحار
ماذا ستفعل بهذه الشّهادة ؟ فإيّاك ثمّ إيّاك ثمّ إيّاك أن تستخدم هذه
الوسيلة ؛ فتكون ممّن تبرّأ منهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسبب
الغشّ ، ولا تنسَ أن الله يُعين من طلب رضاه وابتعد عمّا يسخطه