مرت سنة .. وفي الذاكرة حي ( فراق الأكابر )

مر يوم بعد يوم ...واسبوع بعد اسبوع . .. وشهر بعد شهر...وعيد بعد عيد ورمضان بعد رمضان واليوم اكتملت سنتين شمسيتين كاملة ..

كان ذلك يوم الثلاثاء اتصل أحدهم على ابن عمي( ابن عمتي ) الساكن معي في شقة وكان نائما فهممت ان ارد وقلت لابد ان يتصل علي لأن كل خبر في المنطقة يوافيني به ذلك الغالي ... ولكن لم يتصل فقلت سوف اتصل به ولكن نسيت فقلت سوف اتصل به بعد العصر .. وتناولنا الغداء ورايت ان ابن عمي على غيرعادته فقلت ربما حدث مكروه لجدته فتيقنت ان الخبر سياتيني وانتظرت وجلست اراجع بعض المواد وكان الدوام في ذلك اليوم بعد الساعة الثانية والنصف وعندما هممت ان اذهب الى الكلية استدعاني أحد شباب العزبة في غرفة من غرف الشقة فتيقنت ان في الامر شيء ولم اتوقع ذلك الأمر .. فجاءني الخبر كالصاعقة .. ((عظم الله في والدك )).. فلم تستطع رجلاي ان تحملني فذكرت الله واسترجعت
وتذكرت قول الله ((وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ))
واصبحت دموعي تنهمر كالمطر الغزير فرجعت الى المنطقة فوصلت .. ولم تره عيناي .. وصلت وقد ووري بالتراب .. ولم اره منذ شهر بعد ان ذهبت الى عدن لمواصلة الدراسة في المستوى الثاني .. وعندما وصلت الى البيت قابلتني والدتي فلم تحملني قدماي واصبحت دموعي لاتقف .. فذهبت الى غرفة أخرى حتى لا ارى امي الحنونة وه تبكي وعيوني لا تقف من الدموع ... وفي الغرفة الاخرى قابلت اختي فاجهشت بالبكاء ... وكلما رايت احدا من اخواني .. يصيبني نفس الموقف ... لاني أراهم وفي يوم وليلة صاروا يتامى .. وكلما رايت صورة ((أبي)) تذرف عيناي .. وتوالت التعازي من كل صوب .. وهناك مواساة من صهري ( وابن عمتي)عبر الجوال .. فكلما قراتها اجهشت بالبكاء ..

الله يعين العقل ويثبت الدين *** في حزن لامنسي ولاهو بغايب
في صدورنا كنه طعون السكاكين*** لعيونا مثل الكفن والمقابر
حنا حزنا على فراق البعيدين *** وشلون ما نحزن لفراق خالي
يكبر غلاك تدمع على شانه العين*** يعزمن ناحت عليه المنابر
يامسعد بعطفك قلوب المساكين *** صدق قصيد سجلته المحابر
رحت وتركت محبتك عندنا دين *** علمتنا معنى فراق الأكابر
يا خالنا نلقى مثل طيبتك وين *** وانت الذي تكبر وغيرك يكابر
ان غاب غالينا يجي الغالي منين *** وحنا ملاهيفك مثل منت خابر
حنا نزعل على موت البعيدين*** واشلون ما يبكينا موت خالي

وفي الأخيرارجوا منكم ان تدعوا لأبي بالرحمة والمغفرة .. وعندما كتبت هذه الكلمات لم تستطع عيناي ان توقف الدمع ...

اخوكم الحزين بن شملان

» النظر إلى النساء يضعف الذاكرة