العلم وليس الذكاء
قرأت موضوع صديقي ا لعزيز (مجدي) < أنواع الذكاء> فخطر لي أن أكتب هذه الخاطرة. كثيرا ما يتجادل الناس في مسألة المفاضلة بين الذكاء والعلم وفي القدر المطلوب منهما للإبداع والاختراع والتفوق وفي مرحله من تاريخنا كان كثيرا من المثقفين يعتقدون أن تفضيل العلم على العقل شئ لايليق بمثقف رصين ومن أدبيات الجدال في هذه المسألة ما ذكره أحد الشعراء حين قال: علم العليم وعقل العاقل اختلفا من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا؟ فالعلم قال أنا أحرزت غايته و العقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأومأ العلم إيماء وقال له بأينا الرحمن في فرقانه اتصفا ؟ فبان للعقل أن العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرفا لا أحد أيها الإخوة يستطيع أن يهون من شأن الذكاء ومن دوره في تنظيم المعرفة وهنا أود أن أشير أن كلا من الذكاء والعلم أساسي في الإبداع والنجاح لكن كلما قل العلم ظهر دور الذكاء وكلما كثر العلم تراجع دور الذكاء, وان الحجم المتاح من العلم اليوم شئ هائل والمعرفة تتضاعف في هذا العصر كل خمس عشرة سنة مرة, مما يعني أن قيمة الذكاء تتراجع باستمرار ومن هنا فأن الاعتقاد السائد الآن هو أن العلم هو المصدر الأساسي لتشكيل العقل, وقد شبه أحدهم العقل بالرحى التي تطحن الحبوب وشبه العلم بالقمح الذي نصبه فيها فمهما كانت الرحى عظيمة فإنها لن تخرج لنا طحينا إلا من نوع القمح الذي وضعناه فيها وإذا لم نضع فيها شيئا لم تخرج شيئا. إذا ذكاء متوسط مع تعلم جيد وجد ومثابرة وتخطيط وطموح أنفع لصاحبه من ذكاء متوهج لا يصحبه تنظيم ولاعلم ولاطموح وهذا هو التفسير الصحيح لما نراه من تسجيل كثيف لبراءات الاختراع لدى بعض الدول سنويا ومن نراه في شح في ذلك لدى دول أخرى حيث إن الذكاء على مستوى الدول والشعوب موحد. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلينا؟ انه يعني الآتي: 1)إن الذكاء فعلا لاينفع الذين لايملكون سواه شيئا. 2يجب أن لا نفكر في المستقبل ونرسم أهدافنا بناء على ما لدينا من ذكاء ولكن نحاول تحصيل العلم النافع الذي يساعدنا على الوصول للأهداف. 3)بالصبر والعزيمة والإصرار على طلب العلم يحقق الواحد منا من التقدم الشخصي على المدى البعيد ما يعجز عنه كثير من الأذكياء. 4)تذكروا دائما السباق الذي جرى الأرنب و السلحفاة حيث هزم الارنب بسبب غروره وتوانيه وفازت السلحفاة بسبب مثابرتها. تعليقك على الموضوع هو الوقود لكي نستمر وهو قبل هذا شرف أفتخر به تقبلوا تحياتي والله يتولانا وإياكم....